ضمن مخطط التفريط بالتاريخ والآثار…تشويه ميدان السواقي بالفيوم وآلاف القطع الأثرية المصرية إلى السعودية

- ‎فيتقارير

تعرض ميدان السواقي بالفيوم، أو ما كان يُطلق عليه “ميدان قارون”، إلى تشويه تحت شعار “التطوير” خلال الأسابيع الماضية، حيث غيّرتْ الملامح الجديدة طابع الميدان التراثي والأثري بالكامل.

ووفقًا لتصريحات صحفية لمدير العلاقات الدولية والتخطيط بوزارة السياحة والآثار، التطوير الحالي أنهى الوجه الحضاري للمواقع السياحية والأثرية وحولها لمواقع سكنية وتجارية عادية.

وقالت تقارير: إن “التشويه لميدان السواقي بعد إزالة السواقي، من وسط مساحة تقدر بـ8 آلاف متر مربع، كان نتيجة واضحة لغياب المتخصصين في وزارة الآثار عن المشهد، واستئثار المقاولين والمكاتب الهندسية بالعملية دون مشورة أهل الخبرة.

ووفق الفنان التشكيلي الدكتور محمد فكري قال في تصريحات صحفية: إن “التطوير هدفه السبوبة، سواء في عهد المحافظ الحالي أو سابقيه، كالمحافظ الأسبق جلال السعيد الذي هدم كافتيريا الميدان التراثية، ووضع مكانها نافورة قبل هدمها في تطوير لاحق”.

وأضاف فكري “أعتقد أن التصميم الحالي منفصل تمامًا عن الشارع وكأنه جسم غريب” موضحًا أن “التصميم الحالي للميدان أقرب لتصميم القلاع ولا علاقة له بالميدان”.

واستدعى المتخصصين ليجيبوه وينصحوا المسئولين بالتفرقة بين المنافع العامة من متنزهات للمواطنين، وبين خلق فرص استثمارية.

والأبرز في مراحل التشويه لمعالم المكان كان في إعادة افتتاح الميدان في مارس 2023 بالتزامن مع العيد القومي للمحافظة، في يونيو 2021 وكلف المحافظة 65 مليون جنيه.

وشهد الميدان أعمال تطوير أكثر من مرة، أقدمها في عهد المحافظ اللواء محيي الدين أبو العزم سنة 1960 غيرت تصميم الميدان، لكن التشويه الحقيقي حصل في عهد المحافظ الحالي أحمد الأنصاري.

أما الفنان التشكيلي محمد بكر الفيومي فعبر عن حزنه الشديد لما آل إليه الميدان في عملية التطوير الأخيرة. وقال: “ما حدث للميدان هو جريمة في حق الجمال، وأنا أتجنب المرور من أمامه حتى لا أشعر بالحزن والكآبة، منذ سنوات مضت، تم إزالة الأشجار والمنطقة الخضراء، وتم تجريفها، وفي ما أطلق عليه تطوير، أصبح بالميدان منطقة تضم مراجيح وألعاب في شكل أشبه بـ”المولد” وقبلها تم هدم كافتيريا المدينة التي كانت تمتاز بطرازها المعماري الفريد”.

وأضاف أن الميدان لم يحظ بالتخطيط الصحيح، موضحًا أن “عملية التطوير تسببت في اختناق مروري جراء توسعة الميدان، وإدخال الكورنيش الخاص ببحر يوسف ضمن مساحة الميدان، بقصد بناء مزيد من المباني التجارية”. مشيرًا إلى أنها ذهبت لخزينة المحافظة.

وتأتي عملية تشوية ميدان السواقي بالفيوم، بعد أيام من فضييحة طلاء تماثيل قصر النيل الأثرية بورنيش أسود، ضمن أعمال صيانة مزعومة، انتقدها الأثريون والفنانون المصريون، كونها تشوه الآثار التاريخية، بينما خرجت الحكومة لتقول: إن “الأسدين الموجدين على كوبري قصر النيل، ليسا مدرجين على قوائم الآثار المصرية”.

وسبق تلك الجرائم، تشوية ميدان المنتزة بالإسكندرية وتماثيل أم كلثوم ومحمد فريد ومصطفى كامل، والعديد من التماثي والآثار التاريخية.

 

معرض أثري مصري  في السعودية

 

إلى ذلك، أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية مشاركتها بقطع أثرية عدّة من مقتنيات متحف الفن الإسلامي في القاهرة، بمعرض عنوانه «وما بينهما»، الذي تستضيفه صالة الحجاج في مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية لمدة 4 أشهر.

 

وأشارت الوزارة إلى أن هذا القرار يأتي اعتماداً لقرار لجنة المعارض الخارجية، خلال الاجتماع الذي عقده وزير السياحة والآثار خلال ترؤسه، الاثنين الما ضي، اجتماع مجلس إدارة المجلس الأعلى للآثار، وفق بيان للوزارة.

 

واستعرض الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، الدكتور محمد إسماعيل خالد، عدداً من الاكتشافات الأثرية وأعمال الترميم في بعض المواقع الأثرية على مستوى الجمهورية، ومن بينها الكشف عن صرح كامل لمعبد بطلمي في سوهاج، والكشف عن أجزاء من مجمع سكني من عصر الانتقال الثالث في الإسماعيلية.

 

كما تناول الأماكن الأثرية التي رُممت، منها مبنى هيئة قناة السويس في الإسماعيلية، وعدد من الأماكن في القاهرة التاريخية مثل سبيل حسن أغا كوكليان، وسبيل رقية دودو، وسبيل مصطفى سنان، وزاوية فرج بن برقوق، وبوابة منجك السلحدار، وتكية تقي الدين البسطامي في منطقة باب الوزير. 

 

تكرار تجربة  لوفر أبوظبي

 

ويخشى مراقبون من أن تتكرر تجربة تهريب آثار مصر وبيعها للسعودية، كما جرى في معرض اللوفر الإماراتي، الذي يضم أكثر من 32 ألف قطعة أثرية مصرية، جرى تهريب بعضها، وشراء بعضها الآخر.