يتتبع الناشطون من أنحاء العالم الإسلامي والسوريون فتح السجون السورية التي تضم جنباتها نحو 200 الف معتقل أحصتهم المنظمات الحقوقية السورية، إلا أن من خرج من السجون (فوق الأرض) لا يكمل هذه الأعداد وتوصل السوريون إلى أن بشار الأسد احتفظ بخريطة شبكة السجون السرية كما أن حراس السجون خلعوا ملابسهم العسكرية واستتروا خوفا من الملاحقة.
وكشف الناشطون أن إدارة العمليات العسكرية وجدت الطابق الأول تحت الأرض المسمى بالأحمر في سجن صيدنايا وكاد السجناء يموتون خنقاً من نقص التهوية..!
وما زال الطابق الثاني والثالث والذي يتواجد بداخله ألآف السجناء لم يصل الثوار إلى طريقة لتحريرهم حتى الآن..!
وأضافوا أن بشار السفاح دشن شبكة سجون سرية تضم أكثر من 128 ألف معتقل قام نظامه بابتكار انواع مختلفة من التعذيب لم يتم استخدامها من قبل.
وقال @MousaObe: “تخيلوا نتواصل مع شباب عالارض بسجن صيدنايا.. حتى هذه الساعة بتم اقتحام الزنزانات و كشف شبكة زنازين و سراديب سرية خلف الجدران و تحت الارض ما يسمى بالسجن الاحمر و غيره.. وبعض السراديب لها بوابات ضخمة الكترونية.. و حتى مساجين صارلهم سنوات بصيدنايا لا يعلمون عنها شيء.. حرفياً مملكة رعب
وقال حساب @alsjonalsereyh4: “تم فتح الباب السري للسجن الأحمر في الطابق الأول الأرضي في #صيدنايا وإخراج السجناء منه ، وما زال المئات عالقين في الطوابق الأخرى والعمل جاري لتحريرهم..!
https://x.com/alsjonalsereyh4/status/1865830721304105216
وقالت صجيفة الجارديان إن سجن صيدنايا ذو تاريخ مرعب ووصف بأسوأ الأماكن في العالم وأطلق عليه السوريون عليه (المسلخ البشري) فأزدادت شهرته كالأسوء للمعارضين السوريين لاسيما بعد إندلاع الثورة في 2011.
ويتكون من ثلاثة مبانٍ كبيرة (أ. ب. ج) وتلتقي كلها في نقطة واحدة تسمى “المسدس”، هذه النقطة هي الأكثر تحصينا في السجن حيث الغرف الأرضية والسجون الانفرادية،
يتكون كل مبنى من ثلاثة طوابق في كل منها جناحان، ويضم كل جناح عشرين مهجعا جماعيا حيث ويحوي الطابق الأول مئة زنزانة انفرادية. هذا إضافة إلى مبنى الإدارة الملاصق لمبنى ألف وباء، وثقت منظمة العفو الدولية 17723بين عامي 2011 و عام 2015 .. اي بمعدل قتل 300 معتقل في الشهر وأن 13 ألفاً منهم تم شنقهم ودفنهم في مقابر جماعية في نجها و القطيفة و عدة بلدات في أرياف دمشق.
مخطط السجن
ينقسم إلى أقسام (المبنى الأحمر) وهو القسم الأكثر دموية في السجن والأكبر من السجن حيث تكون الهمجية و الوحشية مضاعفة جداً ويشكل المدنين غالبية المساجين في السجن الأحمر وحجبت عنه ضوء الشمس بشكل كامل
أما (المبنى الأبيض) فهو مكان لإحتجاز الضباط والجنود السابقين في الجيش الذين رفضوا التورط في أعمال القتل الوحشي الذي مارسه الأسد في سوريا ومعظم الإعدمات الميدانية تحدث به بعد الثورة السورية وهو بمثابة قاعات لحفظ الجثث داخل السجن وبدأ استخدامها مع ارتفاع أعداد الموتى بعد ال2011
ومن أبرز مخططات السجن في صيدنايا أنه يخلو من برادات لحفظ جثث المعتقلين الذين يسقطون بشكل شبه يومي فيه، بسبب التعذيب أو ظروف الاعتقال السيئة، ولجأت إدارة السجن إلى الملح الذي يؤخر عملية تحليل الجثة، وبناء على تقرير رابطة معتقلين صيد نايا والمقابلات أجرتها وكالة الانباء الفرنسية مع المعتقلين، تبين أن في سجن صيدنايا “غرفتي ملح” على الاقل، وتوضع فيهما الجثث حتى يحين وقت نقلها، و يكون إرتفاع الملح 30سم و يوضع بها معتقلين احياء لتعذيبهم نفسياً.
وقدر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن حوالي 30 ألف معتقل لقوا حتفهم في سجن صيدنايا تحت التعذيب، سوء المعاملة، والإعدام الجماعي حتى عام 2021.
العفو الدولية
وتمكن مقاتلو المعارضة السورية المسلحة، صباح الأحد، من دخول سجن صيدنايا وتحرير كافة المساجين بداخله، وهو سجن اشتهر بعمليات التعذيب والوحشية خلال سنوات حكم النظام السوري المنهار.
وتأسس في ثمانينيات القرن الماضي، وأطلقت عليه “منظمة العفو الدولية” قبل سنوات وصف “المسلخ البشري”، والسجن الذي “تذبح فيه الدولة السورية شعبها بهدوء”.
ويعتبر “صيدنايا” واحدا من “أكثر الأماكن سرية في العالم”، ولطالما بث اسمه “الرعب في قلوب السوريين”.
وارتبط ذكر هذا المكان بفقدان الأحبة وغيابهم، بينما حفر في ذاكرة المجتمع الكثير من الأسى، وفق “رابطة معتقلي ومفقودي سجن صيدنايا”.
وخلص تحقيق عملت عليه الرابطة لعام كامل ونشرته في أكتوبر 2022، إلى إثبات دور مشفى تشرين العسكري والقضاء، أن الأول يظهر كمكان للتصفية بشهادة الوفاة، والثاني كـ”جهة إصدار حكم الإعدام”.
لم يعد سجن صيدنايا العسكري في سوريا “ثقبا أسودا” كما كان لسنوات طويلة منذ تأسيسه في ثمانينيات القرن الماضي، إذ كشف تحقيق مطول بالتفاصيل الدقيقة ما يجري خارج أسواره وداخلها، وهيكليته وعلاقاته التنظيمية مع بقية المؤسسات الأمنية التابعة للأسد.
وتم إعداد التحقيق بناء على 31 مقابلة مع أشخاص عملوا داخل “صيدنايا”، وضباط منشقين عن “النظام” كانوا على أسواره ضمن القوات المسؤولة عن حمايته، إضافة إلى معتقلين سابقين اعتقلوا في أوقات متفرقة.
واستعرض في أجزائه الأولى الحراسة الخارجية التي تحيط بـ”صيدنايا”، والجهات المسؤولة عنها وأماكن توزعها وأدوارها وحقلي الألغام، ومن ثم الحراسة الداخلية التي تنتشر بين الأسوار الخارجية والداخلية وبوابات الأبنية.
والأمر كذلك بالنسبة لمفارز الأجنحة التي تكون على احتكاك يومي مع المعتقلين.
وتحدث التحقيق عن 3 مستويات من الحراسة للسجن، الأول يتعلق بحمايته من الخارج ضد أي تهديد خارجي أو عملية فرار للسجناء، بينما الثاني فيرتبط بمساندة المستوى الأول.
في حين تم تخصيص المستوى الثالث لحماية أبنية السجن الداخلية ومراقبة تحركات السجناء وتأمين وجودهم وانضباطهم داخل الأجنحة والمنفردات. وقد تختلف طبيعة الحماية في كل مستوى وفقا للجهة العسكرية المسؤولة عنها (الجيش أو الشرطة العسكرية أو شعبة الاستخبارات العسكرية).
وشرح الجزء الثاني من تحقيق الرابطة الحقوقية عمل مكاتب السجن، بدءا من تلك المعنية بتلبية الحاجات الأساسية من ماء وطعام وكهرباء، وصولا لتلك المعنية بالمشتريات والرعاية الصحية.
ومن ثم انتقل مستعرضا ارتباطات السجن من الخارج مع باقي مؤسسات الدولة وأجهزتها الأمنية، سواء المتعلقة بالتبعية الإدارية الرسمية أو العلاقات الشخصية المبنية على المحسوبيات والولاء والقرب من مراكز القوة في النظام السوري.
ويقع السجن على تلة صغيرة عند بداية سهل صيدنايا، وهي بلدة جبلية تقع على بعد 30 كيلومترا شمال العاصمة دمشق، ويتكون من بناءين: الرئيس القديم (البناء الأحمر)، والبناء الجديد المعروف باسم البناء الأبيض.
وتقدر مساحته بـ1.4 كيلومتر مربع، أي ما يعادل “ثمانية أضعاف مساحة ملاعب كرة القدم الدولية في سوريا مجتمعة”.
ويختلف عن باقي السجون من حيث التبعية ومن حيث الممارسات والقوانين المطبقة فيه، إذ يتبع لوزارة الدفاع السورية، بينما لا تتمتع وزارة العدل بأي سلطة عليه، فيما “لا يستطيع أحد دخوله أو زيارة أي معتقل، من دون إذن الشرطة العسكرية، بعد الحصول على موافقة مسبقة من شعبة الاستخبارات العسكرية”، وفق تحقيق الرابطة الحقوقية.
وخلصت الرابطة في إحدى جزئيات تحقيقها إلى أنه يتبع لجهتين قضائيتين منفصلتين: الأولى هي “القضاء العسكري”، الذي ينظر في الجنايات أو الجنح التي يرتكبها عسكريون، والثانية هي “محكمة الميدان العسكري”.
وقد مرت سوريا بأحداث كبيرة منذ تأسيسه في عام 1987، بينما تعاقب على إدارته عشرة مدراء مختلفين، كان لافتا أنهم ينحدرون من قرى تتبع لمحافظة طرطوس وأخرى لمحافظة اللاذقية، في غرب البلاد.
وكان نظام الأسد يصنف المعتقلين في “صيدنايا” إلى فئتين: الأولى هم الأمنيون، وهم معتقلون مدنيون أو عسكريون، على خلفية رأيهم أو نشاطهم السياسي أو انتمائهم إلى منظمات “إرهابية”، أو القيام بأعمال “إرهابية”، أو حسب “التهم الجاهزة من جانب النظام”.
والفئة الثانية فهي الموقوفون القضائيون، وهم من العسكريين المحتجزين بسبب ارتكابهم جنحا أو جرائم جنائية (قتل، سرقة، فساد، اختلاس أموال، فرار من الخدمة الإلزامية).
تنوع التقسيم واختلاف في طريقة المعاملة، فالأمنيين يتعرضون لتعذيب ممنهج، وكافة سياسات الحرمان من الطعام والرعاية الصحية، أما القضائيين فيتعرضون لتعذيب غير ممنهج، وفي الغالب يتمتعون بزيارة دورية ومستوى مقبول من الطعام والرعاية الطبية.
وبالعموم كان نظام الأسد ينظر إلى المعتقلين في السجن على أنهم “عملاء وخونة”، ولهذا كانوا يجردون من أي اعتبارات إنسانية، ويستباحون تماما.
وتكون عمليات الإعدام المباشر بشكل دوري (يومين في الأسبوع)، فيما توضح الرابطة الحقوقية أن “المعتقلين لا يتم إبلاغهم بقرار الإعدام، بل ينقلون مساء لينفذ بهم الحكم في اليوم نفسه أو في اليوم التالي”.
وكان يحضر الإعدام رئيس القلم الأمني ومدير السجن، والنائب العام العسكري في المحكمة الميدانية، واللواء قائد المنطقة الجنوبية، وضابط من شعبة المخابرات، ورئيس فرع التحقيق (248) وأحد أطباء السجن، فضلا عن رئيس المحكمة الميدانية العسكرية، وهي الجهة التي يصدر عنها الحكم.
وتحدث التحقيق عن غرفتي إعدام، الأولى في “البناء الأبيض” والثانية في “البناء الأحمر”، وأن العملية تتم “شنقا”. وفي كلا الغرفتين “عدة منصات لذلك”.
وعمليات الإعدام كانت على مدى يومين في الأسبوع، “وفق تراتبية بالتدريج” لنقل الجثث، ومن ثم دفنها في مقابر جماعية، حسب ما يورد التحقيق.
وتنقل الجثث بواسطة إدارة الخدمات الطبية في “مشفى تشرين العسكري”، وتدفن أحيانا في منطقة “نجها” بريف دمشق الجنوبي. وقد تدفن في منطقة “قطنا” عند نقطة تقاطع “الفرقة العاشرة” مع “الحرس الجمهوري”، أو في منطقة “القطيفة” غرب “حقل الرمي” التابع للفرقة الثالثة، المسؤولة عن حماية السجن.
التحقيق قال إن “الجثث الناتجة عن الإعدام تنقل مباشرة إلى المقابر المذكورة بواسطة سيارات عسكرية يطلق عليها اسم سيارة اللحمة، أو في سيارات بيك أب”.
أما الطريقة الثانية فترتبط بالجثث الناتجة عن سقوط الضحايا تحت التعذيب أو بسبب انعدام الرعاية الطبية وتجمّع في السجن. وهنا ولمدة لا تتجاوز 48 ساعة تدفن في غرفة أنشئت بعد 2011 تسمى بـ”غرف الملح”.
ومنذ عام 2011 أعدم بشار وجنوده آلاف الأشخاص خارج نطاق القضاء في عمليات شنق جماعية تُنفذ تحت جنح الظلام، وتُحاط بغلاف من السرية المطلقة. وفُقد آخرون كثر من المحتجزين في سجن صيدنايا، جراء تكرار تعرضهم للتعذيب والحرمان الممنهج من الطعام والشراب والدواء والرعاية الطبية.