مراقبون ينعون الفنان سامح بعد تحول قطايف إلى منشور لجنة “سامسونج”

- ‎فيتقارير

 

عبر مراقبون وإعلاميون عن أسفهم على الممثل سامح حسين الذي يرون أنه لا حيلة له أمام قرار قادة الإسفاف في الأجهزة الأمنية والرعاة الرسميون في الشركة المتحدة، تبنى برنامجه كأحد أدواتهم التي يتلقى المذيع فيها النشرة من جهاز هاتف سامسونج عليه توقيع اللواء محسن عبدالنبي بعد أن كان حكرا على العميد أحمد شعبان.

 

الإعلامي معتز مطر عبر قناة (الشعوب) يعبر عن أسفه للممثل سامح حسين الذي تغيّر حال برنامجه على السوشيال من 15 حلقة جيدة على المستوى الوعظي تحول فيها إلى داعية و15 حلقة أخرى تحول فيها إلى مسبح بحمد النظام.

 

يفسر مطر ما حدث أن السيسي عاشق ل”اللقطة” وأن حبه ذلك يكشف الكثير من الغموض، بل يحاول ركوب التريند على ظهر صاحب التريند وهو في هذه الحالة برنامج قطايف الذي قدم بظل حالة التصحر من المادة القوية كان هو التريند الذي ركبه السيسي، فأبطل به تأثير سامح حسين بعدما استحوذ برنامجه على قلوب العطشى، أو بحسب ما قال.

 

يا خسارة يا سامح

 

الإعلامي حافظ الميرازي وعبر Hafez Al Miraziعلى “فيسبوك” يعض يديه من الندم قائلا: “يا خسارة يا سامح حسين، الكلمة للحسين ثائراً، لا للسكوت على الظالم”.

 

وعن حيثيات هذا الأسف أضاف، “كنت سعيداَ لردود الفعل الإيجابية في السوشيال ميديا على نجاح الممثل سامح حسين Sameh Hussein (49 سنة) في تقديم حديث يومي مقتضب “قطايف” لدقائق في رمضان، يقدم الموعظة الحسنة والدعوة للثقة في النفس والتفاؤل، وزاد من سعادتي إشادة السيسي بما حققه برنامج سامح البسيط من تأثير، بينما لم يجد في برامج ومسلسلات المتحدة المصروف عليها بالملايين ما يستحق الإشارة، ويكفي دعوة المدني البسيط سامح كنجم في إفطار القوات المسلحة، والتي برر الرئيس الاهتمام في زياراته لمناسباتها والشرطة (أي دون غيرهما)، لأنهما محورا أمن مصر على حد تبريره”.

 

 

وأوضح “إعجابي بسامح رغم ندرة مشاهداتي للمسلسلات والأفلام، أنني استمعت لمقابلة أجراها معه منذ عامين الإعلامي عمرو الليثي، وأدهشني صدق سامح وصراحته في الحديث عن الظروف الاجتماعية الصعبة التي مر بها ووالدته لدرجة أنهما، حسب روايته، كانا يقولان لأقاربهما إعطونا بواقي طعامكم بدل إلقائه لنطعم به الدجاج الذي نربيه، بينما كانوا من الفقر يأخذونه لأكله من الجوع، وكيف كان يشتغل مع أنفار البناء عاملا يدويا يحمل آلاف الطوب وأدوات البناء ليصعد بها سقالات معلقة في الهواء بالأدوار الشاهقة بواجهة العمارات، حتى كاد يسقط مرة من إحداها فشاب شعره منذ صغره ويضطر لصبغه للآن وهو شاب، ولايزال ظهره يتعبه من الضرر الذي لحق به من ثقل الأحمال، ولم يمنعه ذلك الكفاح من إكمال ليسانس حقوق ثم آداب”.

 

وأشار ساخرا من تندر المنقلب إلى أن ” هذه المعاناة ندر أن يتحدث ممثلونا وفنانونا عنها، ولم أعد أرها بين مشاهير مصريين بعد أيام طه حسين، لم أنزعج من تندر السيسي مع سامح في الحفل بشأن كم الأموال التي جنوها والإعلانات التي أنفقوها، فقد تعودنا على اهتمامه بالفلوس باعتبارها أهم حاجة عنده، ربما منذ كانت ثلاجة منزله فارغة لسنوات إلا من الماء😆”.

 

واستدرك “لكن أزعجني اهتمامه بكيفية توجيه الرسالة الإعلامية وضرورة الاستعانة بأساتذة علم النفس في وضع مناهج الإعلام، مع تحذيره من الهزل والكلام اللي ما يبنيش أمة، وهو حديث يعني إحباطا من فشل كل منظومة الأمن الخاضعة بملكيتها للجهات الأمنية في إيصال الرسالة التي تعجب السيسي، وبدلا من إدراك أن المطلوب إصلاح الواقع السيئ المتردي، فهو مازال يحاول  تحسين المرآة وصور الواقع في الإعلام والسوشيال ميديا التي يهرب إليها الناس لنشاز أسطوانة الإنجازات المكررة المكسورة”.

 

نشرة التوجيه المعنوي

 

واعتبر الميرازي أنه “لم يمض سوى يوم واحد على الاحتفاء بصدق وبساطة أحاديث سامح حسين في النصف الأول من رمضان حتى امتدت يد حظابط، أو متقمص شخصيته، كمسئول التوجيه المعنوي إلى الحلقات التالية لسامح، فإذ بحلقته الأخيرة رقم 18 من “قطايف” شهر رمضان يتحول معناها بشكل عكسي إلى حصة فجة من التوجيه والتخويف للناس من أي انتقاد سياسي دون أن تتوفر لهم المعلومات ويتحققوا منها، وكأن هناك أي معلومة متاحة في هذا النظام السياسي وبشكل يذكرنا بتوبيخ الرئيس للرجل الذي أبدى وجهة نظر مختلفة فنهره متسائلا ومستنكرا: “أنت دارس الكلام اللي بتقوله ده؟”.

 

 

وأردف، “الحلقة بعنوان “أتعرف ما معنى الكلمة؟” ويبدؤها بتأثير أي كلمة انتقاد لشخص خصوصا وهو طفل أو صغير في إحباطه وإشعاره باليأس، وأعطى أمثلة لعباقرة لولا أن أمهاتهم وقفوا معهم وساندوهم أو صمدوا هم أنفسهم لفشلهم في البداية لكانوا قد انتحروا أو ضاعوا، وهي رسالة طببة، على المستوى الشخصي، سواء لمراهق أو شخص لا يعنيك أمره فلا بأس من أن تمدح كل صباح من يمرون أمامك و تزعم روعتهم في اختيارهم ألوانا رائعة ومتناسقة،  فترفع معنوياتهم، أي بمنطق الحسناوات يطربهن الثناء”.

 

 

موظف السامسونج

 

ويستدرك مجددا قائلا: “لكن حين ينتقل من الفرد إلى الدولة، يبدأ مسئول السامسونج في رسالته لكم (يا مسريين)، إذ يقول حظابط على لسان الممثل سامح: “الكلمة مش بس تقدر تهد إنسان دي تهد بلد كاملة، هل كل بوست بنشيّره على صفحاتنا من البوستات اللي فيها أخبار عن البلد بنكون متأكدين قبل ما ننشره إن الخبر ده صحيح ومن مصدر موثوق؟ هل بنفكر إن الجهة اللي نشرت الخبر ده جهة بتحب بلدنا ولا بتحقد عليها وعايزة توقعها؟ هل بنفكّر إننا مانكونش عوامل هدم لبيوتنا في إيدين ناس مابتحبناش؟!”..

 

الحسين ثائرا

 

وعن مفردات الحلقة التي ألقت بظلالها على واقع يراه الإعلامي المقيم في الخارج حفظا لماء وجهه، أكمل “وينصح سامح الناس إن لم تكن لديك كلمة طيبة اسكت أحسن، ويستخدم حديثا نبويا ينهى عن القول الفاحش “أن يقول خيرا أو ليصمت”، مع أن هناك حديثا آخر يقول: من رأى منكم منكرا فليغيره، وهو حديث يحث على التغيير باللسان إن لم تستطع بيدك ضد كل منكر وظلم “.

 

 

واعتبر أنه من “المفجع، أن سامح يعود ليختتم الحلقة بأشعار الكاتب الصحفي والمناضل السياسي عبد الرحمن الشرقاوي في جزئي روايته “الحسين ثأر لله” أو مسرحية “الحسين ثائرا” و “الحسين شهيدا” عن “أتعرف معنى الكلمة” والتي اختارها سامح عنوانا لحلقته الدايرةعلية للسكوت والرضوخ.

ورغم أن المسرحية ممنوعة في مصر من حكامها منذ السادات ومبارك إلى السيسي، بحجة رفض الأزهر تقمص ممثل شخصية الإمام الحسين، لكن رفضها سياسي لأنه دعوة لقول كلمة الحق في وجه أي سلطان جائر، الكلمة التي أرادها  رسول معاوية بن ابي سفيان من الحسين حفيد رسول الله، أن يقول فقط “بايعتك” ليزيد بن معاوية، حتى يبدأ مسلسل توريث السلطة والحكم المطلق باسم الإسلام، بدل اختيار الأفضل والأصلح”.

 

 

وأشار إلى أنها “كلمة قصيرة لم يقبل الحسين أن ينطقها وهو يعرف مصيره لرفض مبايعة الباطل، لكن سامح حسين او حظابط الذي أفسد عليه كل مجهوده وصدقه السابق، أصر على أن يقلب الكلمة ليحولها إلى السكوت عن الظلم وبعدم إبلاغ الناس بالحقيقة أو بعضها، فهو يفضل أن تسكت إن لم تكن ستمدح الحاكم، وكأنه مراهق مضطرب نفسيا سينتحر لو انتقدناه، ولا يتحرج سامح رغم الرسالة الأمنية الفجة في حلقته من أن يلقي علينا بنفسه أشعار الشرقاوي الثورية على لسان سيد الشهداء، وكأن الحلقة الأصلية كُتبت له قبل أن يُفطر حسيننا ويحظى برضا الحاكم ويزيد”.

 

التأثير المباشر

 

وعن التأثير المباشر لاتصال سامح بالأجهزة تناول الصحفي وحيد رأفت أحمد رضوان (وهو مستقل وليس من الإسلاميين) أول حلقة عملها الفنان سامح حسين بعد لقاء السيسى ، ليشير إلى مفردات كشفت التأثير فيقول إنه “حذر فيها من كتابة الشائعات على الفيس بوك، وضرورة الحذر ممن يكتبونها ، واسترشد بشعر عبد الرحمن الشرقاوي في رائعته ” الحسين ثائرا وشهيدا ” .. ” اتعرف مامعنى الكلمة ؟”  التي قالها الحسين في معارضته ورفضه لمبايعة يزيد بن معاوية الفاسق الفاجر، مش عارف سامح فاهم ولا مش فاهم ؟”.

 

وأضاف ناصحا “الشفافية هي الحل ياعم سامح ..!!……سامح الله .. سامسونج = تليفون بكاميرا !!”.