اعتبر مراقبون أن دراما رمضان المسؤول عن إنتاجها الشركة المتحدة بشقيها العسكري المتمثل في اللواء محسن عبدالنبي الرئيس الأسبق لجهاز الشؤون المعنوية التابع للمجلس الأعلى للقوات المسلحة، والمدير الأسبق لمكتب رئيس الانقلاب عبدالفتاح المكسيكي وشقها المدني المتمثل في صاحب السبق في رعاية الإعلانات الإباحية في مصر طارق نور هي “ليفل الوحش” (بحسب تعبير شباب 25) من قذارة الدراما على مستوى القصص المعروضة، أو السيناريو والحوار الملائم للممثلين الأكثر عريا وإباحية لفظية، وتعبيرا عن بيئتهم المنحطة لدرجة أن السيسي السفاح والخائن تناول في كلمة له قبل أيام دعا أساتذة علم النفس والاجتماع نصح المؤسسات الإعلامية لتقديم خلطة تراعي (دي بلادنا وولادنا وأخلاقيتنا ) بتصرف من الكذوب الذي لو كان صادقا لمنع العرض بقرار مباشر.
دراما مرض
وتحت عنوان #أعمال_مرضانية تناول الناقد محمد صالح Mohamed Saleh على فيسبوك أحد هذه الأعمال وقال: “الحقيقة أنا متفق جدا مع آراء بتشتم وتقدح في طقم عمل مسلسل مرضاني اسمه (نص الشعب اسمه محمد)، خصوصا لما شافوا حلقات منه وفهموا السيناريو بيقول إيه”.
وأضاف “الحقيقة برضه الواحد مستغرب هي حاجة زي كده بتتمرر إزاي وبتعدي إزاي ع الرقابة ؟ وقبل كده المنتجين والقنوات، مافيش عندهم ذرة عقل ولا تفكير إن ممكن يكون دا مستفز لناس كتير؟ هي الحاجة اللي اسمها رقابة دي خلاص بقت سكرانة ونايمة في الضياع كده عادي؟ هم مفكرين إن حاجة زبالة بالشكل دا، الناس هتشتريها عادي كده وهي مبسوطة؟ هو خلاص مابقاش فيه ذرة تمييز ولا أي فكر عند اللي بيصنعوا الحاجات دي”.
وتابع: “إنما الحقيقة كمان فيه بعض مشاهد لأعمال تانية عليها علامات استفهام كبيرة، بتقولك إن الموضوع ممكن يكون وراه قصف مستمر ومركز لقناعات وأفكار وعادات كثير من المشاهدين”.
المقاطعة ليست حلا
ولكن محمد دعا إلى تأثير عكسي يهاجم دعوات العري والإباحية والقذارة وكتب “الموضوع مش حله المقاطعة؛ لأنك بتقاطع لوحدك وبتريح دماغك، وبتسيب القصف المستمر شغال على ودان وأدمغة صغار وبسطاء ومتلقين على درجات متفاوتة من الفكر”.
ويصف ما يحدث أنه “للأسف مايسمى بالدراما المرضانية، مليانة غسيل وسخ على درجة عالية من الكثافة، أحيانا بتكتشفها مقاطع اليوتيوب بعد العرض ربما بأيام أو أسابيع”.
ويستكمل “من المؤكد مثلا أن كلمات الشخصية القذرة اللي بيعبر عنها الممثل اللي اسمه أحمد رزق، ممكن تبقى ترند الأيام الجاية”.
البعض بدأ يأخد باله من الكلام المستفز والطعن المباشر في بعض الأحكام الدينية، واللي منها مثلا إن الأخ الممثل بيقول لأخيه في أحد المشاهد، إنه هيتغلب على مشكلة مرات أبوه إنه هيتجوزها”.
وعن تتابع العمل الدرامي (إن جاز التعبير) يعلق أخوه قاله ماينفعش (ما قالوش حرام وفيه نص) لكن الأخ الممثل اللي مخه زي جسمه قاله: “لا هينفع، دي حالة فيها خلاف ديني، وإنه هيجيب فتوى إنه من شيخ إنه يتجوز أرملة أبوه، والمشهد عدى، ومعرفش حصل إيه بعد كده، إنما تسويغ أمر حرام معلوم بالضرورة، ممكن يبقى موضوع اختلاف في الفتوى أو الحرام ممكن يتحلل من أي شيخ، دا شيء في منتهى العبث والإجرام العلني واللعب بالنار، وللأسف الحوار عدى بسلاسة من غير ما حد يعترض”.
ويستطرد “افتكر في التسعينات، الدنيا اتهزت لما محمود مرسي في مسلسل ما تقريبا اسمه (العائلة) باين أو (أهالينا) قال في جملة على الماشي كده إن مافيش عذاب قبر، الدنيا قامت ومقعدتش غير لما اعتذر والقائمين على العمل اعتذروا، واتعمل عشروميت برنامج وتحقيق وموضوع صحفي عن الجملة دي، إنما دلوقتي بقا يتمرر أي كلام تنهد به جبال، والدنيا سكتم بكتم”.
أعمال البلطجة
وتحت عنوان “فيضان المُسلسلات المصرية يُغرق الساحة الفنية بأعمال البلطجة” الكاتب كمال القاضي وعبر (القدس العربي) يفصل أعمال أخرى لا تقل فجاجة عن العمل الدرامي الفائت.
وأشار إلى أن “الحكايات والحواديت المُتكررة، التي تتمحور كلها حول صراعات البلطجية في المناطق العشوائية المُسماة قسراً بالشعبية، كأن الكُتّاب قد استنفدوا كل الأفكار ولم يعد لديهم غير الأنماط التقليدية للصراعات الدموية والخيانات الزوجية والشخصيات المريضة”.
العتاولة 2
وعن مُسلسل «العتاولة» الجزء الثاني فرأى أنها صدرت “الممارسات العنيفة لبلطجية الحارة وشبابها الضالعين في الإجرام والعائشين بقانون البقاء للأقوى، في تكريس سافر للعُنف، فلا تزال المعارك الطاحنة” و”اتفاق تام مع قانون الغابة، وهو ما يُمثل غياباً فاضحاً للقانون والقوة التنفيذية الرادعة، وربما الدولة بكيانها كله لو صح هذا الادعاء.”.
وعما يصدره المسلسل أشار إلى “اللهجة الغريبة المُتعالية من الأشقياء والمُسجلين خطر، المليئة بنبرة الثقة غير المُبررة في قدراتهم الخارقة على ارتكاب أي فعل إجرامي في أي وقت، كأن هذه هي علامات الرجولة والفتونة وهو المُنحدر الأخطر في الخطاب الدرامي، الذي يجعل من العدوانية وأعمال الشغب منطقاً للحياة في البيئة الشعبية، بخلاف الانحرافات الأخرى السلوكية والأخلاقية وتدني لغة الحوار إلى درجة التقزز”.
80 باكو
وعن مسلسل «80 باكو» يشير إلى أن “البيئة الحاضنة للأحداث هي البيئة الشعبية نفسها، التي تُلصق بها كل الموبقات، بدعوى التعبير عنها والنفاذ إلى أعماقها وهي حُجة باطلة بُطلاناً مُبيناً، لأن التعبير والدفاع عن البيئات الشعبية يكون بالانتماء أولاً والمحافظة على الأسس والتقاليد وليس بالتعرية الفجة التي تخدش حياء المجتمع وتجرد كل العناصر من الفضيلة”.
وأضاف، “يدور المسلسل كله في فلك الاحتياج المالي، وحالات الفقر والعوز، الإفصاح الدرامي المُلغز عن ما يدور خلف الجُدران المُغلقة من أفعال وأسرار”، مردفا أن فكرة المسلسل أنه “لم يزد عن كونه مجرد حيلة لنزع القشرة الخارجية عن النواة الصلبة للمجتمع، تحت زعم الوصول إلى الأغوار وإخراج ما في الباطن الدفين من خفايا.”.
إش إش
واعتبر أن مسلسل “إش إش” يركز متعمدا على الحالة الاجتماعية الشعبية المُذرية بمستويات تجاوزات أخلاقية وخرق لنسق القيم والتقاليد، حيث الزواج العُرفي بغير علم الأسرة للبطلة والعلاقات المشبوهة بين بقية الأطراف”.
وإن اللون الدرامي للمسلسل فيه “الأحداث تدور في وسط العوالم والراقصات، الذي يموج بالتقلبات ويُحاط بالخارجين على القانون من الجنسين، سواء الرجال أو النساء، ولا غرابة في ذلك ولا غضاضة في رصد واقع هو بالأساس مُقترن بسمات وخصائص مُتعارضة مع الثوابت الاجتماعية”.