على سبيل التباهي قال ناشطون إن مصر أتمت بناء سد جوليوس نيريري بتنزانيا (وقعت على تجمع عنتيبي) في 5 سنوات وأنجزت توربينات السد وأنتج السد كهرباء تخدم نصف تنزانيا، إلا أن خبير السدود محمد حافظ قدم أدلة عبر حسابه على فيسبوك أن السيسي أضاع على مصر نحو 5 مليارات دولار.
الحجة الرئيسية في تصور الأكاديمي بجامعات ماليزيا محمد حافظ أنه “لماذا تخسر مصر (5 مليارات دولار) على تنزانيا وخاصة بعد تأخر تسليم السد لقرابة (3 سنوات) ما بين (يونيو 2022 حتى اليوم)”.
وجدد حافظ السؤال “لماذا تخسر مصر كل تلك (المليارات) على تنزانيا على الرغم من أن تنزانيا كانت من أول الدول الأفريقية التي دعمت إتفاقية (عنتيبي) بل اعتمدتها في البرلمان التنزاني حتى تصبح (قانونا) يلزم الحكومة بتنفيذه أي حكومة وليست حكومة اليوم.”.
وأكد أن سد تنزانيا الذي (لم يبنيه المقاولون العرب) بل بناه (المقاولون الصينيون) لا يمت بأي (صلة) للنيل الأبيض ولن يؤثر في حصة مصر من النيل الأبيض (إيجابا أو سالبا) فلماذا يصرف السيسي كل تلك الأموال من (ميزانية الدولة المصرية) من أجل دولة تنزانيا الموقعة على إتفاقية (عنتيبي) ضد مصالح الدولة المصرية”.
وأشار إلى أنه منذ توقيع عقد بناء (السد التنزاني) في نهاية عام 2018 حيث اتفق على الانتهاء منه بنسبة 100% خلال شهر يونيو 2022 وذلك بعد السماح بــ (6 أشهر لتحريك المعدات).
وأضاف أنه في بداية الأمر ووفقا للمناقصة الدولية التي أعلنت عنها دولة تنزانيا في عام 2018 .. فازت (شركة المقاولون العرب) ببناء (السد التنزاني) بقيمة 3.6 مليار دولار.
وتابع: “عندما ذهب رئيس الوزراء (مصطفي مدبولي) لتوقيع العقد شهر ديسمبر (2018) تم التوقيع على عقد ذات (2.9 مليار دولار فقط) . طب فين يا عم الحاج باقي المبلغ ذات الــ (0.7 مليار دولار) .. لا أحد يعلم أين اختفت تلك الأموال و(لن أقول) انها ذهبت لشراء (مساحات زراعية شاسعة لعائلة السيسي) لن أقول هذا الكلام.
المقاولون الصينيون
وكشف الأكاديمي محمد حافظ أنه بعد توقيع العقد وبداية تنفيذ الأعمال تبين الأمر بوضوح بعدم (قدرة المقاولون العرب) على بناء هذا السد .. مما تترتب عليه (عزل رئيس شركة المقاولون العرب) ونقل كامل المقاولة إلي رئيس الوزراء (مصطفي مدبولي) .. بمعني أن الحكومة المصرية صارت هي (المقاول الرئيسي) وتحولت شركة المقاولون العرب فقط للإشراف على الشركة الصينية التي تم تعيينها بالأمر المباشر من قبل الحكومة المصرية لاستكمال ما فشلت فيه (المقاولون العرب).
وأوضح أنه عندما ذهبت الحكومة التنزانية للحصول على (قرض دولي) لتمويل هذا السد قامت تلك البنوك بعمل ما يسمي (الجدوي الاقتصادية) وفيها تبين لهم أن التكاليف النهائية لهذا السد لا يمكن أن تكون (3.6 أو 2.9 مليار دولار) بل قرابة (7.0 مليارات دولار) في حالة نجاح رئيس وزراء مصر في تسليم (السد كامل متكامل) قبل شهر يونيو 2022.
وأبانت أنه وفقا للتحديات بأرض الموقع فإنه لايمكن (لمصطفي مدبولي) الانتهاء من بناء السد في شهر (يونيو 2022) وقد يحتاج الأمر زيادة فترة الإنشاء لمدة إضافية تتراوح بين (عام أو عامين).. وفي هذه الحالة فعلى رئيس وزراء مصر أن يعوض (تنزانيا وفقا للعقد الموقع عليه) بقيمة الكهرباء التي كان من المفترض أن يولدها السد وذلك خلال الفترة بين نهاية يونيو 2022 وإلي يوم الانتهاء الكامل من بناء السد وتوليد الكهرباء.
تحذير مبكر
وأشار د. حافظ إلى أنه منذ 2018 وتوقيع رئيس حكومة السيسي على عقد بناء السد التنزاني حذر من أن التكاليف الحقيقة سوف تصل لأكثر من 200% من قيمة العقد بمعني أننا نحتاج لدعم تنزانيا بقرابة (4 – 5 مليارات دولار).
وخلال زيارة وزير خارجية السيسي (في 20 مارس الجاري) لسد تنزانيا يعلن صراحة أن تكاليف السد الحقيقية ليست ( 2.9 مليار دولار) وفقا للعقد الموقع عليه من قبل مصطفي مدبولي بل هي أكبر مما تم التوقيع عليه .. ويوما ما بعد سقوط السيسي سوف يكتشف الشعب المصري مصيبة هذا السد التنزاني الذي من (أجله) خسرت مصر ما يقارب من (5. مليارات دولار).