مع تجدد حرب الإبادة ..من يحمي أطفال غزة من الإجرام الصهيوأمريكي؟

- ‎فيتقارير

 

 

مع تجدد حرب الإبادة الصهيونية على قطاع غزة، وانتهاك اتفاق وقف إطلاق النار الذي بدأ تنفيذه على الأرض في 19 يناير الماضي، بدأت أصوات المؤسسات الدولية والأهلية والحقوقية تتردد هنا وهناك، مطالبة بإنقاذ أطفال ونساء غزة من الإجرام الصهيوني، مؤكدة أن دولة الاحتلال تتعمد قصف الخيام والمدارس وأماكن الإيواء لقتل أكبر عدد ممكن من الفلسطينيين وإجبارهم على التهجير خارج القطاع، وفقا لخطة الرئيس الأمريكي الإرهابي دونالد ترامب الذي أعلن دعمه لحرب الإبادة الصهيونية .

وشددت المؤسسات الدولية على ضرورة وقف الإبادة، والعودة إلى المفاوضات حول تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار الذي انتهكته دولة الاحتلال وعودة دخول المساعدات الإنسانية والأدوية والوقود لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من تلك المأساة غير المسبوقة .

كان جيش الاحتلال قد استأنفت فجر الثلاثاء الحرب على قطاع غزة، وقتل أكثر من 400 فلسطيني أغلبهم من الأطفال، في أعنف هجوم منذ سريان وقف إطلاق النار في يناير الماضي.

وأعلن جيش الاحتلال بدء توغل بري في منطقة وسط قطاع غزة وجنوبه، من أجل السيطرة على وسط محور “نتساريم” الفاصل بين شمال وجنوب القطاع، فيما شن جيش الاحتلال ضربات على مناطق متفرقة يومي الأربعاء والخميس، ما أودى بحياة عشرات الفلسطينيين.

 

الأطفال والنساء

 

في هذا السياق أكد أمجد الشوا مدير شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية ، أن الأطفال والنساء يشكلون النسبة الكبرى من ضحايا العدوان الصهيوني المتواصل على قطاع غزة، وسط تصعيد عسكري وصفه بأنه الأخطر منذ بدء الهجوم.

وأوضح الشوا، في تصريحات صحفية، أن القصف الصهيوني يستهدف المدنيين بشكل مباشر، ما أدى إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية وانقطاع المساعدات الغذائية والدوائية والوقود لليوم العشرين على التوالي، ما يزيد من معاناة السكان المحاصرين في غزة.

وأشار إلى أن القصف العنيف دفع أكثر من 70 ألف فلسطيني للنزوح القسري، خاصة في مناطق رفح وبيت لاهيا شمال القطاع، ومدينة غزة وشرق خان يونس، حيث تعرضت هذه المناطق لهجمات متكررة، لافتا إلى استهداف عمال الإغاثة وموظفي الأمم المتحدة، ما يزيد من تعقيد عمليات تقديم المساعدات الإنسانية.

وكشف الشوا أن المنظمات الحقوقية الفلسطينية تبذل جهودًا مكثفة لتوثيق جرائم الحرب الصهيونية وتقديمها إلى الهيئات الدولية لمحاسبة المسؤولين عن هذه الانتهاكات.

 

وضع مأساوي

 

وأكدت روزالينا بولين المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونسيف” أن هناك 130 طفلا ماتوا في يوم واحد داخل قطاع غزة، موضحة أن مثل هذه الجرائم لابد أن تصدم العالم وتكشف جرائم الاحتلال ضد الأبرياء.

وقالت بولين في تصريحات صحفية : “الملاجئ كانت مشكلة كبيرة في ظل هذه الحرب ليس فقط لأنها لا تحمي ممن القصف ولكنها أيضا لا تحمي الأطفال من البرد لافتة إلى أن الأطفال يعيشون في مثل هذه الخيام، وحين أخرج أرى الكثير من الخيام التي قام الأهالي بإنشائها من البطاطين القديمة”.

وأضافت: المنازل شبه مدمرة والسكان يحاولون إصلاح منازلهم بالقدر الذي يستطيعون فعله وهذه ليست بيئة مناسبة لحياة الأطفال محذرة من أن هناك ركام ودمار في كل مكان ومياه ملوثة وذخائر غير منفجرة وهذه بيئة خطرة للغاية بالنسبة للأطفال .

وتابعت بولين : هذا الحصار الخاص بالمساعدات له أثر مدمر على العائلات في قطاع غزة وأيضا على عملنا وفيما يتعلق بالعائلات في قطاع غزة هذه المنتجات الذين كانوا قادرين على شرائها من السوق أصبحوا غير قادرين على الحصول عليها في أوائل هذا الحصار وأسعار السلع أصبحت مضاعفة وزادت بشكل كبير .

وحذرت بولين من أن الوضع على أرض الواقع مأساوي للغاية، موضحة أن حصيلة موت الأطفال تتحدث عن نفسها.

 

ضربات متعمدة

 

وقالت : “خلال الـ 15 شهرا من الحرب كنا نقول لا يوجد مكان آمن في قطاع غزة، ولكننا عدنا إلى تلك المرحلة، لا يوجد مكان آمن في قطاع غزة لا للمدنيين ولا للأطفال ولا للعاملين الإنسانيين.

وأضافت بولين : إلى الآن حوالي 200 طفل تم الإبلاغ عن قتلهم منذ بداية هذا القصف في 18 مارس ومن المهم ألا ننسى هذه الأرقام، 200 من حيوات الأطفال التي تم القضاء عليها، مؤكدة أن الضربات الصهيونية على الخيام والمدارس متعمدة.

وتابعت:  مرة أخرى اليوم لا يوجد مكان آمن في قطاع غزة، المدنيون لطالما تعرضوا لهذه الإصابات النفسية الكبيرة بعد 15 شهرا من الحرب ليس فقط بهذه الانفجارات المستمرة، ولكن أيضا أن الأطفال أصبحوا على درايه بأنه لا يوجد مكان آمن في قطاع غزة .

وكشفت بولين أن الأطفال تحدثوا معها وأخبروها أنهم خائفون من الموت ومن موت ذويهم ووصفوا رؤية الأشخاص يموتون حولهم، مشددة على أن ما نحتاجه الآن هو وقف هذا العنف ونحتاج لاستئناف وقف إطلاق النار حتى يتعافى الأطفال من صدماتهم النفسية .

وأكدت أن اليونسيف موجودة على أرض الواقع في قطاع غزة ولدينا مكاتب للاستضافة في غزة ودير البلح ولدينا كثير من الشركاء المحليين الذين نعمل معهم، ونحن مستمرون في الخروج إلى هذه المناطق موضحة أنه على سبيل المثال اليوم في شمال قطاع غزة ذهب أحد زملائي لكي يوصلوا معدات الدعم لإحدى المستشفيات وحين نذهب لهذه المهمات نرى الوضع هناك .

 

دعم نفسي واجتماعي

 

وقال توم فليتشر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية: إن “مليون طفل بقطاع غزة يحتاجون إلى دعم نفسي واجتماعي، بسبب الاكتئاب والقلق وأفكار الانتحار الناجمة عن حرب الإبادة الصهيونية”.

وأضاف فليتشر في تصريحات صحفية : على مدى 15 شهرا في غزة، قُتل الأطفال، وتُركوا للجوع، وماتوا من البرد .

وأوضح أن الأطفال في غزة يفقدون مدارسهم وتعليمهم، وأن المصابين منهم بأمراض مزمنة يواجهون صعوبة في الحصول على الرعاية التي يحتاجون إليها.

وأكد فليتشر أنه وفقا لصندوق الأمم المتحدة للطفولة، يحتاج مليون طفل إلى الدعم النفسي والاجتماعي، بسبب الاكتئاب والقلق وأفكار الانتحار، مشيرا إلى تعرض جيل كامل لصدمة نفسية .