السيسي يهدر مئات الملايين على “تدليع شباب العالم” ويغرق أطفال مصر بالإهمال في الريّاح البحيري

- ‎فيتقارير

فُجعت مصر البارحة بحادثة أليمة ، حيث غرقت سيارة محملة بأطفال وفتيات مصريين، خرجوا لتحصيل لقمة العيش ولتوفير ثمن الدروس الخصوصية بعدما تاهت بوصلة التعليم عن المدارس ، وفق شهادات أسر المكلومين، فيما مصر الرسمية غارقة في نعيم شرم الشيخ!

السيسي وبأموال المصريين التي تُصرف سنويا على منتديات استعراضية لا فائدة منها، سوى الاستعراضات البهلوانية والأكاذيب التي يروجها السيسي وشبابه على أسماع شباب العالم، الذين جاءوا للفسحة المجانية وقضاء وقت ممتع ، حيث الرحلات الترفيهية والعروض المسرحية ومصاريف الجيب والإقامة في أفضل الفنادق بالمجان، دون أن يسأل أحد السيسي عن جدوى مؤتمراته السابقة.

فقد لقي 8 أطفال  مصرعهم غرقا، ونجا 15 آخرين ، الاثنين، بعد سقوط سيارة نقل كانوا يستقلونها في نهر النيل، في قرية “القطا” التابعة لمركز منشأة القناطر في محافظة الجيزة، أثناء عودتهم من مزرعة يعملون بها إلى منازلهم في إحدى قرى محافظة المنوفية.

وتلقت غرفة عمليات النجدة في مديرية أمن الجيزة، بلاغا بسقوط سيارة تحمل عددا كبيرا من الأطفال في الريّاح البحيري بامتداد فرع رشيد، في الجهة الفاصلة بين منشأة القناطر بمحافظة الجيزة وأشمون بمحافظة المنوفية، وتم انتشال 8 جثامين، مع الدفع بـ”لنش نهري” للبحث عن مفقودين آخرين.

 

23 طفلا 

فيما أفادت تحريات الشرطة بأن السيارة كانت تقل على متنها 23 طفلا، من بينهم 10 فتيات، وكانوا عائدين من مزرعة دواجن يعملون بها، وفي أثناء صعود السيارة إلى “المعدية” التي لم يتحكم قائدها فيها، فسقطت في مياه النيل بعد انقلابها.

ووفقا لتحريات الشرطة، فإن جميع الأطفال يقطنون في عزبة “جمال الفرنساوي” بمحافظة المنوفية، ويذهبون إلى مزرعة الدواجن يوميا

ومع تأخر عمليات الإنقاذ، وعجز الأمن عن ضبط عمل المعديات أو شروط السلامة المرورية بالسيارات وخاصة سيارات النقل، التي يعتمد أصحابها على الرشاوى للمرور بمخالفاتهم، تتفاقم أزمات المصريين الذين باتوا مشاريع قتل بالشوارع وعلى الطرق وفي الأنهار والترع.

وتطرح الحادثة وغيرها الكثير من التساؤلات عن تدهور الحياة الاقتصادية لغالبية المصريين، الذين يُضطرون لإخراج أطفالهم وفتياتهم للعمل، لتحصيل أرزاقهم التي عزت  عن غالبية الأسر.

بينما حكومة الانقلاب والسيسي غارقون في النعم والأموال والبذخ غير المسبوق في قصور رئاسية وطائرات بملايين الدولارات والمنتجعات الترفيهية بالعلمين الجديدة والجلالة وغيرها.

 

السيسي المسئول عن قتل الأطفال

وبدون شك فان السيسي مسئول عن قتل الأطفال وخروجهم للعمل قبل الآوان ، إذ أن حصاره للفقراء بالرسوم والضرائب وغلاء الأسعار ورفع أسعار الكهرباء والوقود ومصاريف المدرس والملابس والطعام والشراب، كلها مسببات لنزول الأطفال لسوق العمل، لنجدة  أهاليهم من الفقر والجوع والعوز، حيث تتوالى تهديدات السيسي للغلابة بمنع الدعم ورفع أسعار الخبز، ما يجعل الفقراء والغلابة يضطرون للعمل ليل نهار وأبنائهم من أجل لقيمات، بينما السيسي وعصابته الحاكمة يغرقون في النعم  بفنادق شرم الشيخ.

 

عمالة الأطفال نتاج الفقر

وشهدت عمالة الأطفال في مصر ارتفاعا ملحوظا خلال السنوات الأخيرة، خصوصا في القرى والأرياف، نتيجة غلاء الأسعار وتراجع دخل العائلات، بما يشكل خطورة داهمة عليهم، إذ لقيت طفلة مصرعها مؤخرا، وأُصيب 18 آخرين، في انقلاب سيارة نقل كانت تقل أطفالا إلى أعمالهم في مدينة الصالحية بمحافظة الشرقية.

ويقضي مشروع قانون العمل الجديد الذي وافق عليه مجلس الشيوخ بسلطة الانقلاب في 2 يناير الجاري، بتشغيل الأطفال في مصر من 15 سنة، وجواز تدريبهم من سن 14، وذلك بالمخالفة لاتفاقية منظمة العمل الدولية بشأن عمل الأطفال، والتي صدقت عليها مصر.

 

نعيم شرم الشيخ

وشهد المنقلب السيسي، صباح الاثنين، افتتاح فعاليات النسخة الرابعة من منتدى شباب العالم، في مدينة شرم الشيخ ، يُعقد المنتدى خلال الفترة من 10 إلى 13 يناير الحالي تحت شعار “العودة معا”، بمشاركة شباب من 196 دولة بالعالم، وانطلق عبر ثلاث نسخ في الأعوام 2017 و2018 و2019، توقف بعدها بسبب جائحة كورونا، لكنه عاد هذا العام.

وكشفت الاستعدادات والتجهيزات في مدينة شرم الشيخ، لاستقبال النسخة الحالية، عن تمويل ضخم تم رصده لهذا الحدث السنوي الذي يتم تنظيمه برعاية السيسي، من دون الإفصاح عن ميزانيته أو مصادر تمويله رسميا.

 

إهدار مئات الملايين 

وانتقد مراقبون وسياسيون الإصرار على عقد منتدى شباب العالم، وتسخير كل أجهزة الدولة في عملية الاستعداد للمناسبة، وإهدار طاقات هائلة من جهد المئات ووقتهم، وملايين الجنيهات التي تنفق، ووصف كثيرون المناسبة بأنها مفتعلة وفي غير أوانها.

وعلى الرغم من إنفاق الملايين على تنظيم وتجهيز المنتدى الذي يحرص السيسي على حضوره سنويا، إلا أن العائد منه هو “صفر كبير”، في وقت تتحدث الدولة والسيسي  شخصيا عن مدى فقر مصر والمصريين، تبريرا لرفع أسعار السلع والخدمات الأساسية.

وبالرغم من تأكيد إدارة المنتدى أن الرعاة يتكفلون بتغطية ميزانية جميع أحداث وفعاليات المنتدى بالكامل، حرصا منها على عدم المساس بالموازنة العامة للدولة، وأن كل مصروفات المنتدى من خارج الموازنة العامة ولا تحُمّلها أي أعباء، إلا أن الواقع غير ذلك، فإدارة المنتدى تقوم باستغلال موارد الدولة فعليا، حتى لو لم تحصل على أموال سائلة من الموازنة، وعلى سبيل المثال فإن شركة مصر للطيران التابعة للحكومة تتحمل تكاليف نقل الآلاف من ضيوف المهرجان من خارج مصر ومن داخلها إلى مدينة شرم الشيخ، وهي بالطبع فاتورة كبيرة جدا، ذلك بالإضافة إلى الأموال التي ترصدها محافظة جنوب سيناء من أجل التأمين وما إلى ذلك من أمور لوجستية.

وأعلنت “مصر للطيران”، الناقل الرسمي لمنتدى شباب العالم، عن تنظيم 80 رحلة من مطار القاهرة إلى مطار شرم الشيخ، خلال الفترة من 7 إلى 15 يناير الحالي “بأحدث طائرات الشركة لنقل الضيوف المشاركين”.

كما كثفت شركة ميناء القاهرة الجوي من استعداداتها، وشكلت فرق عمل من العلاقات العامة على مدار 24 ساعة لسرعة إنهاء إجراءات وصول الوفود المشاركة الآتية من مختلف دول العالم إلى مطار القاهرة، ثم إنهاء إجراءات سفرها، وتم تخصيص “كاونترات” لإنهاء إجراءات وفود المنتدى وتجهيز صالونات للضيافة في صالات الوصول الدولي والسفر الداخلي.

كما أن قائمة رعاة النسخة الرابعة لمنتدى شباب العالم، التي أعلنتها إدارة المنتدى رسميا، تضم مؤسسات وجهات حكومية مثل بنوك الأهلي المصري، ومصر، والقاهرة، والبريد المصري، والمصرية للاتصالات، بالإضافة إلى مؤسسات وجهات أخرى منها بنوك التجاري الدولي، والعربي الأفريقي الدولي، والأهلي القطري، والمصرف المتحد، ومجموعة طلعت مصطفى، ومجموعة سيراميكا كليوباترا، وحديد عز، وشركة بنية، وشركة بالم هيلز للتطوير العقاري، وموقع طلبات، وشركة بيبسيكو الدولية، وجامعة MSA، وجامعة المستقبل، وجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، وشركة almentor للتعليم عن بعد، وشركة إيفا فارما، وأبو غالي موتورز، والمجموعة المالية هيرميس، وشركة هواوي.

والمفارقة أن البلدان الغنية نفسها لا تنفق أموالها بهذا البذخ، فما بالك ببلد فقير مثل مصر؟ يجاهر فيه رئيسه بذلك، ويقبع فيه الآلاف من المعتقلين خلف أسوار السجون منذ سنوات، لمجرد انتقادهم للنظام.

ومن ضمن البذخ ، أن إدارة المنتدى، قامت بحجز 6 فنادق كبيرة في مدينة شرم الشيخ من ذات الخمس نجوم، من أجل ضيوف المهرجان بالإضافة إلى المنظمين والمتطوعين الشباب، وهو عدد يتجاوز 5 آلاف فرد.

فيما الضيوف الأجانب وصلوا منذ السابع من يناير الحالي وموعد مغادرتهم في الخامس عشر من الشهر ذاته، ويتراوح سعر الغرفة الفندقية ذات الخمس نجوم في مدينة شرم الشيخ، من 2000 جنيه إلى 7000 جنيه في الليلة الواحدة، كما يصل سعر تذكرة الطائرة من القاهرة للمدينة نفسها، إلى 3 آلاف جنيه، وأكدت إدارة منتدى شباب العالم، أنه تمت استضافة أكثر من 15 ألف شاب وشابة من 160 دولة على مدار الدورات الثلاث الماضية.

يشار إلى أن تكلفة النسخة الثالثة من المنتدى ، التي عقدت في 2019، تجاوزت 600 مليون جنيه ، تحمّلت الجانب الأكبر منها عدة مصارف حكومية، بالإضافة إلى شركة “وي” للاتصالات، التي تستحوذ الاستخبارات على حصة حاكمة فيها؛ وسط توقعات بارتفاع تكلفة النسخة الحالية من المنتدى بسبب الإجراءات المصاحبة لأزمة تفشي جائحة كورونا.

وهكذا تضيع مصر ببذخ السيسي على شباب المنتديات  ، فيما التقتير على الفقراء والغلابة في التموين والخبز والسلع التموينية، وهو ما ألجأ الفتيات وزهور مصر للخروج للعمل من أجل إعانة أسرهم الكادخة، ليموتوا بالرياح البحيري وعلى طرق مصر وفي المزارع.